ها أنا بين تلك الذكريات القاسية منزوي في تلك الليلة الباردة .. لا يوجد صوت سوى لفحات الهواء .. انظر حولي و لا يتمكن خيالي من تجسيد أي أحد ليكون قربي .. شعوري بالغربة وصل ذروته ..
ها أنا ذا أبحث عن ذاك الحب الصادق الذي لطال ما عشت لأجله .. كم يأتي بخاطري أن ألقاك يعوضني هذا الحرمان و تزيل عني عبء تلك السنوات القاسية و أنا بعيد عنك ..
و يحسسني بوجودي في هذه الدنيا التي أصبحت أكثر قسوة علي .. لا أعلم أهو القدر الذي بعثر كياني و آثار شفقتي أما أنا الذي لم يستحق سوى ذلك !!..
شتات تام يلبد عقلي و يمنعني عن التفكير لا يمكن لخيالي أن يبتعد عن حدود صورتك و تفاصيلك ..
ذاكرة خالية حتماً لا يوجد فيها غير تلك الأجزاء الباقية من أيام عشناها سويا ..
روح مجروحة تحتضن صورتك بين ذراعيها و ترجو عودتك لتزيل الجروح عنها !!
دموع ملت الاندلاق على تلك الوجنتين الذابلتين !!
كيان محطم كلياً !!
حبيبي من يوم رحيلك و أنا لا أعرف من أنا !!
كنت أعلم بأن الغربة قاسية ولكني لم أتوقع هذا الكم الهائل من القسوة !!
أتعلم حين ما أريد التعبير عن ما بداخلي تخنقني العبرات و تتبعثر الحروف عند طرف لساني !!
أهو حب الذي أكنه لك أم جنون بعين أمه !!
أنا ضائع حقاً .. لا استطيع التفكير .. أختنق بين الحين و الآخر ..
حبيبي أدركت تماماً أن لا يوجد معنى لحياتي من بعدك ولم يكن لها معنى من قبلك ..
حبيبي عود .. أرجوك عود ..