السلام عليكم
بتاريخ: 17/04/2006
كتب محمد خلف
المنامة فى 17 أبريل / بنا / يعد مهرجان التراث الرابع عشر الذى ينطلق بعد غد تحت شعار / أغانى الاطفال الشعبية / حلقة جديدة ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التى تزخر بها مملكة البحرين كونه تعبيرا ملموسا عن جذور الثقافة البحرينية والتى تشكل عاملا من عوامل الجذب السياحى خاصة مع ما يعرضه المهرجان من فعاليات تتسم بالعبق التاريخى وتعبر عن روح الاصالة البحرينية.
ولعل اهتمام جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد بهذا المهرجان وحرص جلالته على افتتاح فعالياته سنويا يبرز مدى ايمانه بضرورة ترسيخ العادات والتقاليد والقيم البحرينية الاصيلة والمحافظة عليها وتعريف الجيل الجديد بمظاهر الحياة الاجتماعية للاباء والاجداد لتكون باعثا وحافزا لهم على بذل مزيد من الابداع والانتاج ومزيدا من المساهمة فى بناء الوطن ونهضته.
ومن هذا المنطلق يحرص جلالته على أن تقام فعاليات المهرجان بصورة سنوية تحت رعايته الكريمة كما يحرص أيضا على توجيه القائمين على تنظيم المهرجان الى اختيار موضوع معين من التراث عنوانا رئيسيا كل عام بما يساهم فى الحفاظ على المكونات الحضارية والتراثية فى المملكة والاهتمام بها لتكون شاهدا على عراقتها وتقاليدها العربية الاصلية والحفاظ على تراث البحرين العريق ليعكس ما تتمتع به مملكة البحرين من مكانة ثقافية وحضارية على خريطة العالم .
وفى هذا الصدد أوضح الاستاذ ابراهيم سند مدير مهرجان التراث الرابع عشر ان المهرجان سيشهد مشاركه عدد كبير من المتخصصين فى الحرف والصناعات التقليدية والالعاب الشعبية وأيضا الازياء الخاصة للاطفال مشيرا الى انه ستكون هناك أكثر من زاوية فى القرية التراثية مخصصة لثقافة الطفل.
وأضاف مدير مهرجان التراث الرابع عشر ان الهدف من تخصيص موضوع المهرجان لهذا العام لاغنية الطفل هو فقر الانتاج الغنائى المخصص للاطفال بشكل عام وعدم وجود أغانى تتناول شئون الطفولة وتلبى احتياجاتها بحيث أصبحنا نرى الاطفال يرددون أغانى الكبار.
وأشار سند الى انه تم الاستعانة بجهات أخرى على شكل أفراد متعاونين وكذلك متخصصين ذوى صلة بالمهرجان مضيفا ان هناك متطوعين من قبل الجامعات والمؤسسات الذين يبذلون جهودهم فى انجاح المهرجان.
ومن المتوقع ان يشهد مهرجان هذا العام الذى اختار / الاغانى الشعبية للاطفال/ عنوانا له اقبالا كبيرا لما لهذا الموضوع من ارتباط ثقافى واجتماعى بحياة الانسان العربى بشكل عام والبحرينى بشكل خاص كما أنه يختلف عن سابقيه من المهرجانات فى الشكل والمضمون حيث يتم التركيز على كل ماله علاقة بأغانى الاطفال الشعبية من ناحية النصوص الغنائية والحرف الشعبية والفنون اليدوية والاكلات الشعبية المرتبطة أساسا بحياة الاطفال لكى يتعرف زوار المهرجان على الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية التى عرفها المجتمع البحرينى فى فترة سابقة.
كما يتضمن المهرجان عدة فعاليات من بينها تقديم مجموعة من أشهر أغانى الاطفال الشعبية والتى تم تقسيمها وفقا للمرحلة العمرية والمضمون فهناك أغانى المهد والمناغاة وأغانى الترقيص والاغانى الخاصة بتعليم بعض المهارات السلوكية اضافة الى الاغانى الخاصة بالالعاب الشعبية والمناسبات الاجتماعية كما سيتم تقديم عدد من اللوحات الغنائية الشعبية وبعض الاغانى المطورة باشراف الاستاذة هيا الجودر والاستاذة سعاد الحايكى بالاضافة الى تأدية أغانى الطفولة التى تغنيها الامهات والجدات للاطفال.
كذلك يشتمل المهرجان على استعراض كتاب عن أغانى الاطفال الشعبية تم تجميع مادته من مختلف مناطق البحرين ويحتوى الكتاب على مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية للاطفال بالاضافه الى طباعة كتاب للتلوين لافساح المجال لاكبر عدد من الاطفال الزائرين للمهرجان للتفاعل مع فكرة المهرجان من خلال الرسوم الفنية وسيتم الترتيب لطباعة 6000 نسخة من هذا الكتاب.
ويتضمن المهرجان كذلك ندوة ثقافية عن أغانى الاطفال الشعبية يحاضر فيها كل من الخبير فى مجال التراث الشعبى الدكتور صفوت كمال والاستاذ محمد جمال والدكتور عبدالقادر فيدوح والدكتور احمد الحاج والدكتور عبدالقادر المرزوقى والاستاذ عصام الجودر.
وستكون هناك مجموعه من البيوت الشعبية ضمن فعاليات المهرجان التى تأخذ الطابع الثقافى منها بيت الموسيقى الذى يتناول عزف خاص بالاطفال وبيت الكتب الذى تعرض فيه مجموعه من الكتب المنوعة بالاضافة الى بيت الازياء الشعبية التى يتم فيها تصوير الازياء التقليدية الخاصة بالفتيان والفتيات الاطفال .
تجدر الاشارة الى أن مهرجان العام الماضى كان بعنوان / الاسلحة القديمة وفنون القنص / وتم تنظيمه فى اطار الحفاظ على التراث البحرينى الاصيل وبهدف احياء العادات والتقاليد وتفعيل دور الحرف والصناعات التقليدية فى مملكة البحرين واحتوى على عدة فعاليات من ضمنها عروض لمجموعة من الصقور وتواجد مجموعة من الصقارين الذين عرفوا الجمهور برحلة القنص وعالم الصقور وطريقة صناعة الادوات المستخدمة للطيور حيث كانت العروض حية فى تلك البيئة كما تم عرض بعض الاسلحة التى يعود تاريخ صنعها واستعمالها الى العهود الدلمونية وأخرى تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر كما قام على هامش المهرجان معرض للطيور والكلاب السلوقية التى كانت تستخدم قديما فى الصيد.
ولا شك أن مهرجان التراث عبر دوراته المختلفة يعتبر فرصة طيبة لاستعراض الموروث الحضارى للبحرين ويقدم صورة جلية لمدى الابداع الذى وصل اليه الانسان البحرينى عبر العصور المتعاقبة.